صفحات مضيئة من تاريخ قبيلة شمر
إن للشعوب والقبائل المسلمة تاريخا مشرفا وحافلا بالمفاخر و الإنجازات العظام ؛والتي تعود في أصلها إلى الانقلاب الكبير والشامل الذي غير مجرى حياة المسلمين بعد أن رفعوا راية التوحيد خفاقة فوق رؤوسهم ، واستسلمت لكلمة للتوحيد قلوبهم وخضعت لها جوارحهم وأبدانهم.فقد كانوا ضعفاء مساكين،يسيطر عليهم غيرهم ويقودهم ،فأنعم الله عليهم بنبي كريم ،وبدين عظيم صاغ شخصياتهم وأفكارهم وحياتهم ،وولدوا بعده من جديد فقد قال ـ جل وعلا ـ في محكم التنزيل : "وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (الأنفال:26).فأصبحوا سادة الدنيا وقادوا الأمم إلى ما فيه خير وصلاح البشرية جمعاء.
وقد كان للقبائل العربية نصيب كبير في تجسيد ذلك التاريخ الإسلامي العظيم منذ بدء الوحي وحتى تاريخنا الحاضر، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.وتتراوح وتتفاوت القمم السامقة التي تبوأتها هذه القبائل العربية من وقت لآخر ومن قبيلة لأخرى مقدمين في نهاية المطاف لوحة فنية رائعة مكونة من فسيفساء جميلة يتكون جمالها من مجموع قطعها الكثيرة والمختلفة في ألوانها وأحجامها وأشكالها ، و يشكل تنوع ألوانها وتكاملها سر سحرها ورونقها.
كما أن لكل قبيلة عربية تاريخ مشرق يعتز به أبناؤها ،ويزداد ذلك التاريخ إشراقاً عندما تتمثل هذه القبيلة أو تلك القيم الإسلامية الربانية في سلوكها وأخلاقها وتعاملاتها.وقد سطر الآباء والأجداد تاريخاً ناصع البياض عندما حملوا راية هذا الدين ونافحوا عنه ، وجاهدوا أعداء الدين والأمة ،وقدموا أرواحهم وأموالهم وأبناءهم رخيصة في سبيل الله عز وجل ، وفي سبيل دفع المعتدين على حياض الأمة والمستبيحين بيضتها.
وفي هذه الزاوية سنقتصر على بعض من الصفحات المشرقة لقبيلة شمر العربية الأصيلة لعدم القدرة على جمع شتات كل مفاخر المسلمين، ولتخصص هذا الموقع المحدود ببعضٍ من تاريخ شمر وليس كله.
ويمكن حصر أهداف هذه الصفحة في التعريف بمآثر قبيلة شمر وزعمائها ورجالاتها على مدى التاريخ.ويعتبر ذكر بعض الأحداث التاريخية في هذا الموقع نوع من التذكير بها وعرض لما هو بين طيات الكتب والمراجع التي لا يتداولها كثير من الناس.كما أن هناك من الأحداث التاريخية التي لم تدون ،وما تزال حاضرة في ذاكرة الكثيرين من أبناء القبيلة ورجالاتها؛فيُعد ذكرها هنا حفظا لها من الضياع والاندراس مع مرور الزمن.ولذا تتطلب المشاركة في هذه الصفحة مراعاة جانب الدقة والأمانة في عرض المعلومة إضافة إلى التشديد على مبدأ التوثيق الدقيق ونسبة كل خبر إلى قائله أو ناقله.ولا تسعى هذه الصفحة إلى عرض الأحداث التاريخية التي يترتب على ذكرها إثارة النعرات القبلية ،فديننا دين تسامح وأخوة ومحبة ونقاء.كما أننا لا نسعى في هذا الموقع إلى ذكر بعض المواقف المشرفة للقبيلة إن كانذكرهاسيؤدي بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى انتقاص أو ازدراء أحد من المسلمين كائناً من كان،فكلنا لآدم (عليه الصلاة والسلام) وآدم من تراب.
1- قبيلة شمر تصد العدوان الصفوي على بلاد المسلمين بقيادة صفوق بن فارس الجربا رحمه الله تعالى.
جمع وإعداد: د . خالد بن صالح بن عبدالرحمن الدعيلج
2- موقف الشيخ ضاري بن ظاهر المحمود شيخ قبيلة زوبع من الكولونيل الإنجليزي"لجمن" ودور قبيلة شمر في أحداث ثورة العشرين العراقية ضد المستعمر الإنجليزي .
جمع وإعداد: د . خالد بن صالح بن عبدالرحمن الدعيلج