الشيخ سهو بن عقيل بن رابح بن الزبير الدعيلج البريكي الشمري

( رحمه الله)، أمير قبيلة البريك

بقلم شيخ قبيلة البريك:عبد الناصر بن سهو بن  الزبير الدعيلج البريكي الشمري.

 ولد الشيخ سهو بن عقيل بن رابح بن الزبير الدعيلج البريكي الشمري( رحمه الله) في عام 1339 هـ  في منطقة حائل .وترعرع في كنف والده الشيخ عقيل بن رابح بن الزبير ( رحمه الله) أمير قبيلة البريك من الخرصة من شمر ، وكانت أمارته تشمل كافة البريك في إقليم نجد وما حوله.

شارك الشيخ سهو ( رحمه الله)  في معارك توحيد المملكة العربية السعودية ضمن المتطوعين ،وكان عمره لا يتجاوز (16) عاماً،كما شارك في حرب اليمن بقيادة الأمير فيصل بن عبد العزيز رحمهما الله عام 1934م الموافـق عـام 1355هـ [1]. وبعد أن استقرت الأوضاع في شبه الجزيرة العربية التحق الشيخ سهو وهو مايزال شاباً بالجيش العربي بشرق الأردن، والمعروف في تلك الأيام بجيش (أبو حنيك) وقائده الانجليزي المعروف كلوب باشا .وقد خدم فيه لعدة سنوات ،إلا أنه استقال بعد ذلك وأخذ يعمل في التجارة متردداً بين الأردن وبلاد الشام ونجد،وكانت التجارة حينها مورده الأساسي ومصدر رزقه وكسبه. ترك الشيخ سهو التجارة بعدما كبر والداه وتفرغ لملازمتهما والعمل على خدمتهما وبرهما.وقد استمر على هذا الحال حتى وافتهما المنية رحمهما الله رحمة واسعة.

وكان من صفاته رحمه الله أنه ذو نظرة ثاقبة ورأي سديد، ولديه ثقافة عامة عالية ،وقدرة على الإقناع ومقارعة الحجة بالحجة والقدرة على إثبات حقائق الأمور وتعرية الزائف منها،والقدرة على المطالبة والمرافعة والمدافعة أمام الخصوم وأمام المسؤولين.فعندما تكالبت بعض القبائل المجاورة على حقوق وأملاك القبيلة ؛قامت القبيلة بتوكيله على حمايتهم وحماية حقوقهم وأملاكهم من أي طامع .وقد ووقف (رحمه الله) صامداً بقوة وحزم حتى تمكن من استرجاع كل أملاكها وحقوقها والمتمثلة الآن بقرى وهجر البريك الواقعة حالياً في غرب مدينة حائل. كما كان له أيضاً مواقف رجولية مشرفة كثيرة لا يعرف بعضها إلا كبار السن الذين عاشوا معه في وقته .ولقد اشتهر (رحمه الله) بين عموم شمر،إلا أن  شهرته لم محصورة في عشائر شمر فقط؛بل كان معروفاً وذاع صيته عند القبائل المجاورة وخصوصاً قبيلة عنزة .

تميز (رحمه الله) بشاعرية عالية ، فقد كان شاعراً لا يجارى  حيث كانت له العديد من القصائد ، ومنها قصيدته (الألفية) التي  يبدأ كل بيت منها بحرف من حروف الهجاء بحسب ترتيبها ،وممن ورث عنه الشعر بعض أبنائه وإن كانوا مقلين جداً[2].ومما تميز به (رحمه الله) أنه كان حاد البصر فلقب بــ ( عيون الذئب ) وذلك لقوة بصره فكان يعرف بين القريبين والبعيدين بهذا اللقب.كما كان (رحمه الله) من هواة الصيد ؛حيث كان مولعاً بتربية الصقور ورحلات الصيد[3].

لم تكن مكانة الشيخ سهو (رحمه الله) مقصورة على البيئة القبيلة في منطقة حائل وما حولها ؛بل  حاز على احترام وتقدير كبار مسؤولي المنطقة وعلى رأسهم  سمو الأمير عبد العزيز بن مساعد أمير حائل سابقاً .ونتيجة لهذه المكانة والمنزلة منحه سمو الأمير ختماً ليكون أميراً للبريك لاستحقاقه هذا المنصب ولكفائته أيضاً. ونظراً لكونه يتمتع باحترام وتقدير الجميع ، ولأن له مكانتة وحظوة عند المسؤولين ؛فقد كان له أثر بارز في حل مشكلات جماعته ومن يعرفونه. فعندما يتعرض أحد لأي قضية أو مشكلة فأنهم يلجئون إليه ،فيبادر إلى مساعدتهم وإنهاء معاناتهم .و كان من مواقفه المتكررة أنه عندما تسحب السلطات قطعة سلاح من أحد أفراد القبيلة فإنه يهرع للمسؤولين لحل المشكلة وإرجاع السلاح لصاحبه،كما حصل في قصة حران السحيمي البريكي مع أن حران قد كان في أرض بعيدة جداً عن أراضي البريك[4]. ومن مواقفه المشرفة التي تبرز فيها الشهامة والرجولة أنه عندما طُلِّقت إحدى نساء القبيلة في بلاد الشام سافر (رحمه الله) إلى هناك وأتى بها إلى أقاربها في منطقة حائل وذلك لحمايتها وحماية سمعتها.

إن كثرة مشاغل الشيخ سهو (رحمه الله) لم تنسه يوماً أبناء عمه مقبل بن الزبير بن الدعيلج البريكي الشمري،والحنين إلى رؤيتهم وجمع شملهم ببقية الزبرة ذرية الشيخ الزبير (رحمه الله).بل إن هذه المشاغل لم تمنعه من السفر والبحث عنهم. فسافر في عام 1398 هـ  تقريباً إلى منطقة الاحساء والمنطقة الشرقية ليستطلع أخبارهم ويسأل باحثاً عنهم ، ولكن لعدم وجود اتصالات أو أمور تساعده في ذلك الوقت لم يتحقق حلمه (رحمه الله) فعاد إلى منطقة حائل، ولكنه لم يقطع الأمل في رؤيتهم إلى أن توفي (رحمه الله)،فكان يذكر القادرين على البحث من كبار الزبرة على مواصلة البحث والتقصي وتحمل مسؤولية هذه القضية حتى يتحقق حلم جدهم الأكبر الشيخ الزبير بن عزام بن دعيلج الخريصي بالتئام شمل ذريته جميعاً.

لقد بقي الشيخ سهو (رحمه الله) يرعى شئون القبيلة ويسعى في مصالحها حتى كبر سنه ورق عظمه،و أصبح طاعناً في السن .وفي أواخر حياته (رحمه الله) عانى من مرض عضال ألم به لمدة خمس سنوات تقريباً لم يعثر له على علاج في مستشفيات المملكة  وخارجها ،وبقي (رحمه الله)  صابراً محتسباً حتى توفي بتاريخ  15 / 10 / 1423 هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.


 

[1] أضاف مشاركة الشيخ سهو في حرب اليمن الأخ مرضي بن سالم الزبير.

[2] ذكر ذلك الأخ عواد بن عبدالله الخريصي حفيد الشيخ سهو،وقد بين أن العديد من تلك القصائد لم يحفظ حتى الآن،وإن كان العمل جارياً على جمعها وتوثيقها.

[3] ذكر ذلك  الأخ مرضي بن سالم الزبير.

[4]  ذكر قصة حران الأخ عواد بن عبدالله الخريصي حفيد الشيخ سهو.